المجتمع المدني بين الرؤية و الانجاز
ماجد ابوكلل
ان تمتلك رؤية واضحة
للمستقبل و اين تريد ان تكون لا يعني انه من المؤكد انجاز هذه الرؤية , وكما يتطلب
بلورة و تطوير رؤية معينة جهد يجب عليك ان تبذله كذلك يتطلب انجاز رؤيتك و جعلها
واقع في المستقبل جهد و موارد يجب عليك بذلها , نحن كمنظمات غير حكومية و كناشطين
مدنيين يجب ان نضع نصب اعيننا ان المعيار الحقيقي للنجاح و التأثير هو الانجاز و
ليس فقط توفر الرؤية الواضحة لدينا
, ولا اعتقد ان تحقيق الانجاز الذي نطمح له
جميعا سيكون ممكنا قبل توافقنا على رؤية مشتركة يتم بلورتها من قبلنا جميعا تشمل
كافة القضايا المهمة و التي لها اولوية قصوى للعراق ككل, وهنا يجب توفر عنصر
المبادرة لدى عدد منا على الاقل و بقبول من الاخرين و استعداد للتعاون و العمل
الجماعي لكي يبدأ حراك و تفاعل بين المنظمات الفاعلة و الناشطة على الساحة لتحديد
الاولويات من دراستها و تحليلها للواقع العراقي, استطيع ان اقول ان الخطوة الاولى
ليست بالصعبة فتحديد الاولويات لن نختلف عليه و هناك الكثير من الناشطين المدنيين
الذين يكتبون مطالبين البرلمان و الحكومة بالتركيز على قضايا مهمة ولا بد لنا
كمنظمات ان نتفق على هذه الاولويات فيما بينها و نعلنها بشكل واضح و محدد و مكتوب
ثم ندعو جميع المنظمات الاخرى للتوقيع عليها لكي , ثم من بعد ذلك يتم بلورة الرؤية
على ضوء هذه الاولويات المتفق عليها و اعلانها واضحة و موثقة و ندعوا جميع
المنظمات للتوقيع عليها ثم نقوم بترجمة هذه الرؤية الى برامج عمل نطالب بها اصحاب
القرار و ننفذ ما نستطيع منها قدر توفر الموارد الضرورية لدينا عندها سيكون ممكنا
لنا ان نتوقع انجاز رؤيتنا او بعضها خلال فترة معقولة.
ان بقاء المنظمات غير
الحكومية بعيدة عن العمل الجماعي و التنسيق فيما بينها بشكل فاعل سيؤدي بالنهاية
الى غياب الانجاز القوي المؤثر عن الساحة و بالتالي قد نفقد ثقة المجتمع بنا ويؤدي
بالنهاية الى اضمحلال و اندثار دورنا الحيوي في النظام الديمقراطي العراقي مما
سيؤثر بكل تأكيد في ديمومة و زخم الديمقراطية في العراق و هذا ما لا يريده أي شخص
حريص على حاضر و مستقبل العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق