لماذا نعمل على موضوع التمكين السياسي و الاجتماعي للشباب ؟
ماجد ابوكلل
1-
العمل على موضوع التنمية البشرية للشباب و
تحديدا في ميدان التنمية القيادية يختلف كليا عن العمل على موضوع ايجاد فرص العمل
للباحثين عن العمل , بمعنى لكل هدف هناك تخطيط و منهجية عمل مختلفة و الخلط بينهما
سوف يؤدي الى عدم وضوح رؤية الناشطين في هذا المجال ان كان على المستوى الحكومي او
المدني , كما ان اهميتهما كبيرة و لكن في حالة النظر بدقة يمكننا معرفة الاهم
منهما و سيكون بكل تاكيد تنمية القدرات القيادية للشباب و السبب هو ان عدم وجود
مجموعة شبابية واعية و قادرة و متمكنة من المطالبة بحقوق كل الشباب و خصوصا
العاطلين عن العمل فلن يستطيع الشباب بعامتهم الحصول على حقوقهم .
2-
طرح الموضوع على افتراض ان هناك تزاحم بين العمل على تنمية القدرات القيادية و تمكين الشباب السياسي و الاجتماعي و بين
ايجاد فرص العمل للباحثين عن العمل هو افتراض غير منطقي و خاطئ , فلا تناقض بين
الامرين فمن يريد ان ينشط في مجال التمكين الاقتصادي للشباب لن يعطله من يريد ان
ينشط في ميدان التمكين السياسي و الاجتماعي , فهذا لا ينقض ذاك بل هما مكملين
لبعضهما البعض و النقص في احدهما سوف يؤدي الى نقص في الاخر بكل تأكيد و لكن من
يعمل هنا ليس شرطا ان يعمل في الميدانين كلاهما معا فهذا يحتاج الى تمويل و جهود
كبيرة قد لا تتوفر لنفس الجهة الناشطة ان كانت حكومية او غير حكومية.
3-
لو درسنا تجارب النهوض التي نجحت في بلدان
مختلفة لوجدنا ان هناك تخطيط تنموي برؤية استراتيجية بعيدة المدى خصوصا في بناء
القدرات و التنمية البشرية , و اغلب المتابعين و المهتمين يعرفون ان بناء الانسان
بشكل عام يحتاج الى فترات زمنية طويلة فما بالك ببناء قدرات من نتوسم فيه قدرات
قيادية و هذا يعني ان عدم الاهتمام بجوانب التمكين السياسي و الاجتماعي للشباب
ضياع زمن ثمين لا يمكن تعويضه بل ان الاهتمام يجب ان يبدأ في فترات مبكرة اكثر قبل
بلوغ الانسان مرحلة الشباب حتى يمكننا الاطمئنان لوجود استمرارية في رفد الساحة
السياسية و العمل العام بدماء جديدة مؤهلة لقيادة البلد.
4-
موهبة القيادة مثل باقي المواهب , الله
سبحانه و تعالى يهبها لعدد محدود من البشر و يجب ان تصقل و تشذب و نحن في مجال
التنمية البشرية نؤكد على ضرورة الاستمرار في اكتشاف هذه المواهب و فتح الابواب
امام كل الراغبين عسى ان نقع على موهبة او اثنتين كل فترة نستثمرها لصالح مستقبل
البلد.
5-
الانشطة التي قد لا يقدر البعض اهميتها و يرى
فيها نوع من الترف او عدم الجدوى مثل المؤتمرات و الورش و غيرها من انشطة عامة هي
في الحقيقة ميادين عمل تصقل المواهب و بدونها لن نستطيع ان نطور مهارات الشباب ,
لان القيادة هي بالاصل وظيفة اجتماعية تنمو و تتطور بالتواصل و الاندماج مع
المجتمع و المحيط وليس بالانزواء و العمل الفردي و البعيد عن الاضواء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق