ماجد ابوكلل
لعبت المنظمات غير الحكومية في العراق دورا
مهما في جميع الانتخابات التي جرت خلال العقد المنصرم , توزع هذا الدور على ثلاث
محاور مهمة هي ( تمكين و تأهيل المرشحين و المرشحات في الانتخابات ), (توعية
الناخبين بإجراءات الاقتراع و بأهمية المشاركة في التصويت) و (مراقبة عملية
الاقتراع و فرز و عد الاصوات و اعلان النتائج) .
حيث
جرت العادة ان تقوم عدد من المنظمات الدولية بوضع خطط تسبق فترة الانتخابات (
المحلية و البرلمانية ) تخصص فيها موارد مالية و بشرية لفتح ورش تدريبية في مختلف
المحافظات العراقية ( بما فيها محافظات اقليم كردستان العراق ) , و بالتأكيد هناك
دور محوري للمنظمات غير الحكومية في هذه الخطط .
لو اخذنا محافظة
المثنى مثلا سنجد ان المنظمات غير الحكومية شاركت و بفاعلية كبيرة كشريك مهم و
استراتيجي في تنفيذ الخطط التي وضعهتا الامم المتحدة من خلال برنامج التنمية ( UNDP ) في نشر
الوعي الديمقراطي و الانتخابي لدى الناخبين و في مختلف المناطق مع التركيز على
الريف و المناطق الافقر و الابعد عن مركز المدينة , كما ان المفوضية العليا
المستقلة للانتخابات تواصلت و بفاعلية مع المنظمات غير الحكومية و ساهمت في تدريب
كوادر هذه المنظمات قبل الانتخابات و زودت المنظمات بالملصقات و المنشورات
المختلفة التي تساعد الناخبين و زودت كوادر المنظمات بهويات تعريف خاصة تسهل
تنقلهم و دخولهم الى مراكز الاقتراع و محطات التصويت لمراقبة العملية الانتخابية .
كما ان المنظمات
غير الحكومية العراقية و من خلال الشراكة مع المنظمات الدولية المختلفة صممت و
نفذت عدد من برامج التمكين السياسي و تأهيل المرشحين خصوصا من النساء لخوض التجربة
الصعبة التي تفرضها الانتخابات , حيث جرى في محافظة المثنى عقد ورش التدريب
للمرشحين و المرشحات و من مختلف الكيانات السياسية و بالاستعانة بكوادر المنظمات
غير الحكومية الذين خضعوا بدورهم الى تدريب مكثف على ايدي خبراء دوليين في التمكين
السياسي و الانتخابي , و من خلال تجربتي الشخصية استطيع ان اقول ان الكثير من
المرشحين و المرشحات قد استثمروا المعلومات التي حصلوا عليها في هذه الورش و
استطاعوا الحصول على نسبة كبيرة من الاصوات و منهم او منهن من يشغل حاليا مقعدا في
مجلس محافظة المثنى او في مجلس النواب الاتحادي.
نستطيع القول ان
دور المنظمات غير الحكومية في العراق مهم و حيوي و سوف يكون لهذه المنظمات دورا
اكبر في السنوات المقبلة ان شاء الله تعالى بسبب الخبرات الكبيرة التي اكتسبتها
كوادر هذه المنظمات و العلاقات التي بنتها مع مختلف الكيانات السياسية و الشخصيات
المستقلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق