2015/03/06

الجيل الثالث و التمثيل الموحد

الجيل الثالث و التمثيل الموحد

ماجد ابوكلل

من المهم ان نؤرخ لحركة المجتمع المدني و مؤسساته في العراق بعد 2003 , و الاهمية هنا في تحديد صفات وملامح قيادات هذه المؤسسات و اثرها على مجمل الوضع العراقي السياسي و المدني.

الجيل الاول وهم من قاد مؤسسات المجتمع المدني للفترة من 2003 الى 2006 او ( الرواد ) ثم ياتي بعدهم الجيل الثاني الذين عملوا و قادوا هذه المؤسسات للفترة من 2007 الى وقتنا الحالي , و الان هناك جيل ثالث اخذ في التحرك ليكون له تدريجيا زمام القيادة , وهذا لا يعني بأي حال من الاحوال ان هذه الاجيال يلغي الجديد منها القديم بل الواقع ان هذه الاجيال تعمل سوية و تتعلم بعضها من البعض الاخر و لكن ظروف عمل كل جيل منهم تختلف عن الذي سبقه و يمكن القول ان الايجابيات في صفاتهم تزداد على وجه العموم مع تقدم الزمن و السلبيات تنخفض لا سباب كثيرة و قد يكون منها نضوج تجربة مؤسسات المجتمع المدني و كذلك انخفاض عدد المنظمات الدولية المانحة في العراق مما ادى الى انخفاض الموارد المالية المتاحة لتمويل النشاطات المدنية و بالتالي بحث المنظمات الدولية المانحة عن  النوع  و ليس الكم  في تنفيذ برامجها , وقد يكون للمرحلة الاولى التي بدأت بعد 9 نيسان 2003 هدف مختلف عن المرحلة الحالية بالنسبة للمنظمات الدولية المانحة , ففي تلك المرحلة كان الهدف هو تأسيس وجود مؤسسات المجتمع المدني في العراق باعداد كبيرة بغض النظر عن مواصفات هذه المنظمات و العاملين فيها بشكل عام و لكن اليوم اصبحت هناك معايير محددة و فيها بعض الصعوبة (و لكنها ضرورية) تفرضها اغلب المنظمات الدولية المانحة على من تموله من المؤسسات المدنية .
نحن اليوم على اعتاب مرحلة جديدة برزت للساحة مجموعات من الشباب الناشط الديناميكي المؤهل الذي يمتلك مهارات متقدمة من حيث استخدامه للتكنلوجيا الحديثة في مجال الانترنيت و ممن يحمل افكار جديدة و لديه الرغبة و الارادة ليكون مؤثرا في الواقع السياسي و الاجتماعي للبلد , اعتقد ان من واجب كل مؤسسات المجتمع المدني العراقية ان تفتح ابوابها لهؤلاء الشباب و تدمجهم في كوادرها و تركز عليهم في برامجها التدريبية لتمكينهم و تهيئتهم ليكونوا ( الجيل الثالث ) الذي سيقود قريبا جدا الحركة المدنية في العراق.
نحن على اعتاب مرحلة جديدة من العمل المدني العراقي , مرحلة نحتاج فيها الى كوادر جديدة و الى عقلية جديدة في قيادة و ادارة العمل المدني , التحديات التي تواجهنا في يومنا هذا كبيرة و خطيرة و سوف تزداد خطورتها في الامد القصير بسبب تفاقم ظاهرة الارهاب و ما صاحبها من ردات فعل متعددة , كما اننا نحتاج الى الارتقاء بمستوى التنسيق بين مؤسسات المجتمع المدني العراقية من خلال ايجاد شكل من اشكال ( التمثيل الموحد ) لهذه المؤسسات مقابل المؤسسة الرسمية ( برلمان و حكومة ).
ان نجاح مؤسسات المجتمع المدني في ايجاد مثل هذا التمثيل الموحد مقابل المؤسسة الرسمية سوف يساعد في تأسيس الشراكة التي نطمح اليها مع السلطات العامة و بالتالي امكانية ان تلعب مؤسسات المجتمع المدني دورها الطبيعي في المنظومة الديمقراطية العراقية و تكون للأفكار الكثيرة و الخطط الطموحة لدى هذه المؤسسات و الناشطين فيها فرصة افضل للتنفيذ من خلال مؤسسات الحكومة و البرلمان على النقيض من الوضع الحالي من انفراد شبه كامل لقيادات الكيانات السياسية في ادارة العملية السياسية الديمقراطية و رسم السياسات العامة مما ادى الى الفشل في اغلب الملفات الخدمية و التنموية و الاجتماعية في البلد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...