التطرف من اجل الحكم
ماجد ابوكلل
التطرف كله غير مرغوب عقلا , و لكن بعض
التطرف اهون من بعض , لنركز على التطرف الديني باعتباره الاكثر تأثيرا في ايامنا
هذه , هناك من يعتنق الافكار المتطرفة و يحولها الى اسلوب حياة و سياسة عامة
لتعامله مع الاخرين , وقد يكون هذا مقبولا ما دام لا يتحول هذا الشخص الى العنف
اللفظي او الجسدي , وهناك من يحاول جاهدا الى تنظيم نفسه و اقرانه ممن يشاركونه
التطرف في مجموعات منظمة تتطور تدريجيا الى العمل السياسي الهادف الى الوصول الى
الحكم و السلطة بالطرق السلمية و قد يتعدى الامر السلمية الى العنف و العنف المفرط
و اسقاط الحرمة عمن يخالفه الرأي بالمطلق.
نلاحظ اليوم كيف يتصارع المتطرفون و
يتحاربون بينهم مستخدمين اعنف الاساليب و الادوات , وهم في صراعاتهم يستغلون نفس
الفكر المتطرف و مبادئه و يعبون من نفس التراث , هذه الصور التي نراها اليوم ليست
بالجديدة على التاريخ الانساني و بالتأكيد سوف ترى الاجيال القادمة صور مثلها , و
لو امتلك المتطرفون بعض الحكمة المجردة عن المصالح الشخصية او الفئوية لاستطاعوا
معالجة مشاكلهم و مظلوميتهم من خلال اساليب غير عنيفة بكل تأكيد .
بغض النظر عن البناء (الشرعي الاسلامي)
الذي يركن له كل المتطرفون في حروبهم فان الحقيقة الواضحة و التي تحركهم جميعا هو
رغبتهم بالوصول الى السلطة و الحكم بأي وسيلة كانت حالهم في ذلك حال الراديكاليين
اليساريين الذين يشنون حروبهم في بقاع اخرى من العالم.
عندما يقاتل المتطرفون و يقتلون و يذبحون
تحت راية الاسلام مخالفيهم من العلمانيين و غير الاسلاميين فان الامور تبدو لهم
واضحة و سهلة ولكن التمييز بين الحق و الباطل يزداد صعوبة و تتحول الالوان الى
الرمادي اكثر عندما يحاربون اشباههم من المتطرفين الاسلاميين الاخرين , و بالتأكيد
فان الامور تزداد تعقيدا و غموضا عندما يستطيع هؤلاء المتطرفون حكم مدينة او منطقة
معينة , عندها تكون هناك اموال و مصالح و يتقافز الانتهازيون من هنا و هناك طمعا
بالسلطة و المال و تحاك المؤامرات و تؤلف الجماعات عندها تضيع النزاهة و يختفي
الزهد و تتكالب الضباع على السلطة.
لا يخفى على احد ان المعيار لدى المتطرفون فيمن يتبعونه و يطيعونه من بين المتصارعين على الزعامة في تنظيماتهم هو القوة ، ومن يمتلك القوة هو المطاع و على المغلوب اطاعة الغالب ، وهذا ما ورثوه من العقائد الفاسدة التي تحول الصراع السياسي مجرد صراع بين قوى مجردة كما يجري في الغابة و من يمتلك القوة بغض النظر عن مصدرها و بغض النظر عن شخصه و بغض النظر عن رأي الناس فيه وبغض النظر عن مصالح المجتمع يحب ان يطاع.
لا يخفى على احد ان المعيار لدى المتطرفون فيمن يتبعونه و يطيعونه من بين المتصارعين على الزعامة في تنظيماتهم هو القوة ، ومن يمتلك القوة هو المطاع و على المغلوب اطاعة الغالب ، وهذا ما ورثوه من العقائد الفاسدة التي تحول الصراع السياسي مجرد صراع بين قوى مجردة كما يجري في الغابة و من يمتلك القوة بغض النظر عن مصدرها و بغض النظر عن شخصه و بغض النظر عن رأي الناس فيه وبغض النظر عن مصالح المجتمع يحب ان يطاع.
سيجد كل من لديه عقل و حس سليم ان الثقافة
المدنية و مجمل الادبيات التي تطورت في مجتمعات ديمقراطية هي الاقرب الى العدالة و
القبول من أي فكر متطرف اخر بغض النظر عن ( التغليف ) الخارجي لهذا التطرف ان كان
دينيا او سياسيا او غيره , و سيجد الباحث عن الحقيقة ان النفوس البشرية و غرائزها
و حقيقة كوننا لسنا معصومين سوف تبقى تنحرف بالمجتمعات و الانظمة ذات الحكم الفردي
الى الهاوية و ان الحل في التعليم و التوعية و الانتخابات و الديمقراطية و حقوق
الانسان و هذه كلها مقومات المجتمع المدني الذي توصلت له الانسانية بعد كوارث و
تضحيات و حروب كلفتها دماء و مأسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق