2012/02/17

لا تقتلوا الديمقراطية في العراق



رسالة الى كل الكيانات السياسية في العراق

نهاية هذا العام سيكون هناك استحقاق دستوري و سياسي هام , انتخابات مجالس المحافظات و الانتخابات المحلية وحتى تكون هذه الرسالة مفيدة و يكون التحذير الذي تحمله نافعا لا بد من توجيها لكم في هذا الوقت ولو كان قبله لكان مستحسن اكثر ولكن الظروف السياسية في العراق في ازمة مستمرة تشغل الجميع عن الاساسيات .

ايها السادة هناك تحدي تنموي خطير يواجه الدولة العراقية و الشعب العراقي , تحدي يتم اغفاله عمدا من قبل القيادات العراقية , الا وهو التحدي التنموي الذي يتمحور حول الانسان العراقي ( الجديد) الذي من المفترض انه الغاية و الوسيلة لكل الدولة و مؤساستها و خططها و سياسياتها و مواردها المختلفة . لم نرى كمراقبين و كمواطنين عراقيين خلال الانتخابات السابقة ان كان على المستوى المحلي او الوطني اي مظهر من مظاهر الديمقراطية الحقيقية التي تجعل من الانتخابات ممارسة ديمقراطية فعلية ونحن لا نستطيع لوم المواطن فهو كان حبيس نظام دكتاتوري قمعي لم يثقف الشعب و لم يربيه على الممارسات الديمقراطية وبعد سقوطه لم يجري في العراق بلورة خطة استراتيجية لتنمية قدرات المواطنين في قضية الانتخابات و ممارستها الصحيحة بل انشغلت الكيانات السياسية بالتثقيف لقوائمها و انشغلت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالتوعية بطريقة تأشير ورقة الاقتراع و خلال فترة قصيرة تسبق الانتخابات بشهراو شهرين فقط و بعد الانتخابات نسينا موضوع التوعية بفلسفة و معايير الديمقراطية و طريقة الاختيار الصحيح للمرشح و زاد الطين بلة ان من فاز بالانتخابات ترك انطباعا سيئا لدى جمهور الناخبين اثر سلبا في فهمهم لاصول العملية الديمقراطية و ادى بكثير من الناس الى التصور ان الديمقراطية طريقة حكم غير صالحة للعراق و لشعبه وهنا مكمن الخطر على حاضر و مستقبل العراق , بصفتنا منظمة تنموية تهدف الى الرقي بالانسان العراقي و دفعه فكريا و معرفيا الى مصاف الشعوب المتطورة  نقول اننا نشخص خطر داهم على مستقبل الديمقراطية في العراق بسبب عدم الوعي لدى المواطن و بسبب عدم اهتمام الحكومة بمعالجة عدم الوعي هذا و بسبب اصرار الكيانات السياسية على الكسب السريع من خلال استغلال كل نقاط الضعف الموجودة في المجتمع التي يمكن ان توصف بالتخلف .
نحن نطالب الكيانات السياسية استغلال الفترة المتبقية قبل الانتخابات القادمة في البدء و بشكل جدي في البحث عن مرشحين اكفاء من حيث التأهيل الاكاديمي و الخبرة العملية و السمعة الطيبة و من ثم زجهم في دورات و ورش تدريبية نظرية و عملية لمناقشة واقع المحافظات التي يعيشون فيها و محاورة اعضاء المجالس الموجودين حاليا و بلورة رؤية واضحة عن المشاكل الحالية و المستقبلية المتوقعة و الحلول الممكنة و تقديم هذه الرؤى الى كياناتهم السياسية لانتاجها على شكل خطط و سياسيات و برامج تعلن قبل فترة زمنية معقولة في كل محافظة لعموم الناخبين حتى يمكن نقاشها من قبلهم و بشكل جدي لكي نرتقي بكلا الطرفين المرشح و الناخب في العراق ينتج عن النقاش تعهدات و مواثيق واضحة يمكن للمواطن ان يراقب تنفيذها من قبل المرشح في حالة فوزه وهكذا نكون قد اثبتنا فعلا اننا نهدف الى تأسيس دولة متطورة ديمقراطية اساسها الانسان المتنور و الواعي.

سنبقى نذكر بهذه المطالب حتى لا يقول قائل لقد شغلتنا الصراعات و الازمات السياسية عن الممارسات الصحيحة للديمقراطية فان هذه الصراعات و الازمات ستبقى ما بقي انعدام الوعي لدى المواطن.

مع فائق الشكر و التقدير...


ماجد ابوكلل
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...