2013/03/17

ادوار المجتمع المدني


ادوار المجتمع المدني

ماجد ابوكلل

اقصد بالمجتمع المدني هنا المؤسسات و الافراد الناشطين في القضايا العامة من غير الاحزاب و الاتحادات المهنية و الاعلامية , تحديدا المنظمات غير الحكومية و اعضائها و المتطوعين معها, هناك عدد من الادوار يقوم بها المجتمع المدني في كل بلد مع التأكيد على خصوصية البلدان المختلفة و ظروفها و التي تنعكس بالتالي خصوصية لادوار المجتمع المدني ايضا, يمكن اجمال هذه الادوار من حيث الزمن الى ثلاث :

1-  ادوار على المدى القصير : وهي الممارسات التي يقوم بها المجتمع المدني للحصول على نتائج سريعة او في زمن منظور لمشكلة محددة تمثل قضية عامة.
2-  ادوار على المدى المتوسط : وهي الادوار التي لا بد ان يخطط لها المجتمع المدني لبناء و تنمية قدرات افراده و مؤسساته من جهة و كذلك وضع الاستراتيجيات العامة فيما يخص بناء المجتمعات و محاولة اقناع الرأي العام و القادة لتبني سياسات محددة لمعالجة مشاكل محددة.
3-  ادوار على المدى الطويل: يمثل المجتمع المدني الصفوة و النخبة من المجتمع عادة و هذه النخب تملك من الطاقات و القدرات ما يمكنها من توجيه موارد البلدان المختلفة ان كانت مالية او بشرية او معرفية باتجاه معين تطبيقا لرؤى مدروسة و متفق عليها بين هذه النخب , في الواقع ان المسافة بين المجتمع المدني و القيادات الحكومية و التشريعية و القضائية تكاد تتلاشى على المدى الطويل بسبب تبادل مواقع هذه القيادات بين مراكز مهمة في المجتمع المدني اكتسبتها هذه القيادات بسبب نشاطها لفترات طويلة مع مواقع مهمة في السلطات الرسمية نتيجة مخرجات العملية الديمقراطية و النظام الحزبي الحديث الذي يتبنى الطاقات المختلفة  (غالبا من المجتمع المدني) بغض النظر عن النشاط الحزبي اذا كانت لديها القدرات المطلوبة , خصوصا وان اغلب الاحزاب السياسية تتجه و بسرعة الى تبني البرغماتية العملية و ان كانت تتبنى نظريات مختلفة.
في العراق يمكننا اليوم ان نسقط ادوار المجتمع المدني على الواقع من خلال التالي :
1-  ادوار خاصة: وهو ما يقوم به المجتمع المدني مؤسسات و افراد كل في اختصاصه مثل مساعدة الفقراء و المحتاجين ماديا و معنويا او تمكينهم اقتصاديا او نشر الوعي بحقوق الانسان او تمكين المرأة.
2-  ادوار عامة: وهو ما يجب ان يقوم به جميع المجتمع المدني افراد و مؤسسات بمختلف مشاربهم و معتقداتهم ويتمثل في الحفاظ على النظام الديمقراطي و اركانه ومنها حرية التعبير و احترام القانون و الدستور و احترام حقوق الانسان.
الذي يختلف بين الادوار الخاصة و العامة هو ان الاول يتطلب التخصص بينما الثاني يتطلب التعاضد , في حالات معينة تقوم السلطات الرسمية او افراد فيها بممارسات محددة تؤدي الى خرق او تقويض اركان النظام الديمقراطي وقد تكون هذه الممارسات موجهه لجهة معينة وليست ممارسات عامة ولكن اهمال التصدي لها و التغاضي عنها يؤدي الى تكرارها و تحولها الى ظاهرة تكبر شيئا فشيئا وقد ترسخ في النهاية على انها عرف مقبول في الواقع, لذا على المجتمع المدني ان يقوم بدوره العام هنا و عند رصد هذه الحوادث المنفردة و القيام بواجبه للقضاء عليها و تكون الشراكة هنا مع الاعلام مهمة جدا. كذلك يتمثل الدور العام للمجتمع المدني في العراق اليوم بالسعي الجاد و المستمر لمعالجة ظاهرة الاستقطاب الطائفي و القومي و اسقاطاتها على الواقع على شكل توتر و عنف و ما الى ذلك , على المجتمع المدني ان يقوم بدور الاطفائي لهذه المشاكل و هو مؤهل للقيام بهذا الدور لما يمتلكه من امكانيات كبيرة و علاقات متشابكة بين الناشطين من مختلف القوميات و الطوائف و الاعراق و المناطق , هذه العلاقات بدأت و استمرت و تطورت رغم كل المشاكل و الهزات التي تعرض لها النسيج العراقي و اصبح العمل المشترك بين افراد المجتمع المدني ناجحا جدا يمكن ان يكون مثال يحتذى في ميادين عمل اخرى.
اتوقع ان المجتمع المدني في العراق سيكون له دور كبير و مؤثر اكثر مما له اليوم بسبب اتساع عدد الناشطين المنضمين للعمل في صفوفه و بسبب اكتسابه لسمعة طيبة بين الشباب خاصة لكونه يتيح المجال لهم لاستثمار طاقاتهم التي عطلها الاخرون.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...